أحدثت سمية الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة الموقوف راشد الغنوشي، جدلًا واسعًا من جديد بعد تصريح ناري أطلقته بلهجة متحدّية قالت فيه:
«ما سرقناش فلوس الشعب، وما تعدّيناش على تونس، وقلناها قبل ونعاود نقولها اليوم. نحنا ما عملناش سياسة باش نثريوا أو باش نركبوا على الشعب، نحنا دخلنا السياسة بإيمان أنّ تونس تستحقّ مشروع ينهض بيها، موش يزيد يرهقها».
وأضافت قائلة:
«الناس تحب تسمع الحقيقة كما هي: وقت اللي كنا في الحكم، كانت بلادنا تواجه أزمات كبيرة، لكن كانت فما حرية، وكان فما أمل، وما كانش فما هذا الجوّ متاع الخوف والانغلاق اللي نعيشوه اليوم».
وتابعت سمية بصوت بدا متأثرًا لكنها حاولت الحفاظ على هدوئها:
«يقولوا علينا سرقنا، خذينا، تعدّينا على الدولة… أما الحقيقة، نحنا ما سرقناش ولا خذينا شي من تونس، بالعكس، تونس خذات منّا كل شي… وقتنا، أعصابنا، وحتى حياتنا العائلية. واللي يعرف راشد الغنوشي يعرف اللي عمره ما كان يسعى للكرسي، بل كان يسعى يخدم تونس من موقع مسؤول».
وفي لحظة بدت فيها أكثر حدة، قالت سمية:
«وكان راشد الغنوشي شدّ رئيس، نحب نقولها بصراحة: تونس تولّي دبي. ما نحكيش على البنايات ولا على الفخفخة، نحكي على التنظيم، على الشغل، على القيمة، وعلى طموح الناس اللي يحبوا بلادهم تتقدّم».
ثم واصلت حديثها عن المرحلة القادمة قائلة:
«اليوم فما خنقة سياسية واقتصادية ما تنجمش تتواصل. ما ينجمش شعب يعيش بالعزلة ولا بالقرارات الفردية. عاجلًا أو آجلًا، تونس باش تدخل مرحلة جديدة، ووقتها الناس باش تراجع مواقفها وتعرف شكون كان يحب الخير لبلادو، وشكون كان يخدم مصالحو الشخصية».
وعن مستقبل حركة النهضة، قالت سمية بثقة واضحة:
«النهضة عمرها ما ماتت، واللي يتصوّرها خرجت من التاريخ، غالط. يمكن اتراجعت، يمكن تضرّرت، أما باش ترجع. باش ترجع بطريقة جديدة، بعقليات جديدة، وبأشخاص نظاف يخدموا بالنية وبالعقل. نحنا ما نحبّوش نطيحوا حد، نحنا نحبّوا نبنيو بلاد».
وختمت حديثها برسالة مباشرة إلى الرئيس قيس سعيّد دون أن تذكره بالاسم:
«تونس أكبر من أيّ شخص، واللي يحب يحكمها لازم يسمع، ولازم يقبل النقد، ولازم يعرف اللي ما فمّاش حكم يدوم. اليوم السلطة في يدك، أما غدوة ممكن تكون بيد غيرك، والتاريخ هو وحدو اللي باش يحكم بيناتنا».
