أطلق الناشط السياسي ومؤسس حزب التيار الديمقراطي محمد عبّو تصريحات قوية ومباشرة ضدّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اتهمه فيها باستغلال مؤسسات الدولة والقضاء لتصفية خصومه السياسيين، بدل أن تكون هذه المؤسسات وسيلة لتحقيق العدالة والإنصاف.
جاءت هذه التصريحات في تدوينة نشرها عبّو على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك، بعد تدهور الحالة الصحية للناشط السياسي جوهر بن مبارك الموقوف في قضية “التآمر على أمن الدولة”.
وعبّر عبّو في تدوينته عن شكوكه في نزاهة بعض القضاة الذين ينظرون في القضية، مشيراً إلى أنّ بعضهم تحوم حوله شبهات فساد خطيرة وملفات ما تزال بيد وزارة العدل، في إشارة إلى غياب الشفافية في معالجة هذه القضايا الحساسة. وأوضح أنّ ما قاله القاضي سيد أحمد صواب سابقاً حول “قضاة تمسك الوزارة ملفات ضدهم” لم يكن مجازاً بل حقيقة يعرفها كثيرون.
وأضاف عبّو أنّه كان يعتبر الرئيس قيس سعيّد شخصاً نزيهاً في بداياته، لكنه اليوم يرى فيه رجلاً يستعمل القضاء سلاحاً ضدّ معارضيه، غير مكترث بمعاناة الموقوفين أو بصورة البلاد في الخارج، مشيراً إلى أنّ هذا المسار يمثل سيطرة غير شرعية على الدولة باستغلال مؤسساتها بطريقة انتقامية.
وفي لهجة حاسمة، كتب عبّو:
“سنتّحد ونعزل قيس سعيّد من منصبه.. ولن نتراجع.”
وأكد أنّ التونسيين لن يقبلوا العيش في دولة يسود فيها الخوف، داعياً الجميع إلى التحرك ورفع أصواتهم دفاعاً عن المظلومين، ومشدّداً على أنّ التضامن بين المواطنين هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من هذا الوضع.
وفي جانب مؤثر من تدوينته، تحدّث عبّو عن زيارته الأخيرة لجوهر بن مبارك قائلاً:
“رأيت في عينيه إحساساً أعرفه، إحساس من يفضّل الموت على حياة الذلّ وعلى وطن صمت أهله عن الظلم.”
وختم تدوينته برسالة موجعة قال فيها:
“لن تبكي دليلة بن مبارك وحدها، ولن نتركها تصرخ ‘وامعتصماه’. لن يموت جوهر أو غيره احتجاجاً على جريمة دولة مارقة في حقّهم.”
