منصف المرزوقي: سيرحل هذا المـ. نـ. قـ. لب وسيُحاكم محاكمة عادلة وسيدخل السجن هو و مناصريه

 




أثار الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي موجة من الجدل بعد نشره تدوينة حادّة على صفحته الرسمية، وجّه فيها انتقادات لاذعة للسلطة الحالية، وعبّر عن تضامنه مع السجناء السياسيين الذين يخوضون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام.



المرزوقي استهلّ تدوينته بعبارات دعم وتشجيع قال فيها:



"كل التضامن مع أسرانا في سجون الانقلاب في إضراب الجوع الأخير، وكل الفخر والاعتزاز بصمودهم."
وأوضح أنه يعتبر ما يجري اليوم تكرارًا لأخطاء الماضي التي عاشتها تونس في عهود الاستبداد السابقة.



وأضاف المرزوقي مستشهدًا بقول لأينشتاين:



"الغباء ليس أن تخطئ، وإنما أن تكرر نفس الخطأ متوقعًا نتيجة أخرى."



وقال إن ما تقوم به السلطة الحالية يذكّره بتصرّفات النظام السابق، معتبرًا أن التاريخ يعيد نفسه بشكل مأساوي، وأنّ "منظومة الحكم الحالية تفتقر إلى الوعي بالتاريخ ولا تتعلّم من تجارب من سبقها".



وتابع قائلًا:


"لو كانت المحاكمات السياسية تنفع لكان بن علي هو الذي يحكم إلى الآن. لكن غباء منظومة حكم تافهة لا تعرف التاريخ ولا تتعلم منه يجعلها ترتكب نفس الأخطاء التي أودت بالدكتاتور السابق، وستودي بالحالي."



وشدّد المرزوقي في لهجة حاسمة على أنّ مصير الرئيس الحالي سيكون مشابهًا، حيث قال:


"سيرحل هذا المنقلب وسيدخل السجن هو ومناصروه بعد محاكمة عادلة، ولن يجدوا لهم بواكي لأنهم داسوا على كل الحقوق وكل القيم."



في المقابل، عبّر عن احترامه وتقديره لمن وصفهم بـ"أسرى الحرب ضد الدكتاتورية"، معتبرًا أنهم سيخرجون مرفوعي الرأس لأنهم أدّوا واجبهم الوطني.



ووجّه المرزوقي في ختام تدوينته رسالة مباشرة إلى الشباب التونسي، دعاهم فيها إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والمشاركة في "إنهاء هذا الفصل المشين من تاريخ البلاد"، على حدّ تعبيره. وقال:



"إلى واجبكم يا شباب، أسوة بشباب البنغال ومدغشقر والنيبال، لإنهاء هذا الفاصل المشين من تاريخنا والعودة إلى حكم القانون بدل حكم الجنون."



تصريحات المرزوقي جاءت في وقت يشهد فيه الشارع السياسي التونسي حالة من التوتّر بسبب تواصل الإضرابات عن الطعام داخل السجون.



فقد أعلن الناشط السياسي جوهر بن مبارك دخوله منذ 29 أكتوبر الماضي في إضراب وحشي عن الطعام والماء والدواء، احتجاجًا على ما وصفه بـ"المحاكمة المستحيلة" في ظل غياب شروط العدالة، رغم حالته الصحية الحساسة وتناوله لأدوية ضغط الدم والسكري التي بدأ يعاني منها داخل السجن، وفق ما أكّدت هيئة الدفاع.



وفي خطوة مشابهة، أعلن الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي بدوره عن دخوله في إضراب عن الطعام من داخل السجن، مؤكدًا أن قراره يأتي دفاعًا عن استقلال القضاء ومطالبةً بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.



تصريحات المرزوقي، وما رافقها من موجة تضامن مع المضربين، أعادت إلى الواجهة النقاش حول الحريات في تونس، وحول حدود النقد السياسي في ظل التوتر القائم بين مؤيّدي الرئيس ومعارضيه. البعض رأى في كلام المرزوقي تحذيرًا سياسيًا واقعيًا من تكرار أخطاء الماضي، بينما اعتبر آخرون أن تصريحاته تحريضية وقد تساهم في تأجيج الانقسام السياسي والاجتماعي.


الفيديو;



إرسال تعليق

أحدث أقدم