تشهد الساعات الأخيرة حراكًا غير مسبوق داخل مؤسسات الدولة، بعد أن تأكّد توجّه رئيس الجمهورية قيس سعيّد نحو اتخاذ قرارات حازمة وإقالات بالجملة من العيار الثقيل، تشمل عددًا من كبار المسؤولين والمديرين العامّين في الإدارات والمصالح العمومية.
وتأتي هذه الخطوة، وفق مصادر مطّلعة، في إطار حملة تطهير واسعة تهدف إلى محاسبة كلّ من ثبت تورّطه في الفساد أو استغلال النفوذ، أو في تعطيل المشاريع التنموية في عدد من الجهات المهمّشة.
الرئيس، بحسب نفس المصادر، اعتبر أنّ بعض هؤلاء المسؤولين انخرطوا مع لوبيّات الفساد وبقايا منظومة “العشرية السوداء”، من أجل عرقلة جهود الدولة وضرب مسار الإصلاح الذي أطلقته مؤسسات الحكم خلال الفترة الأخيرة.
وتشير المعطيات الأولية إلى أنّ موجة الإقالات هذه لن تكون سوى المرحلة الأولى من مسار أشمل للمحاسبة، إذ يُتوقّع أن تتبعها إيقافات وتحقيقات تشمل مسؤولين متّهمين بسوء التصرّف، والتنكيل بالمستثمرين والمواطنين على حدّ سواء.
مراقبون اعتبروا أنّ ما يجري اليوم يمثّل تحوّلًا حاسمًا في مسار الحرب على الفساد، ورسالة واضحة مفادها أنّ الدولة لن تتسامح مع كلّ من خان ثقة الشعب أو استغلّ منصبه للإضرار بالمصلحة العامة.
ويبدو أنّ “قطار المحاسبة” قد انطلق فعلاً… ولن يتوقّف قبل أن يُنهي جولته على كلّ من تورّط في تعطيل عجلة البلاد.
الفيديو;
