في واحدة من أبشع القضايا اللي صارت في العاصمة تونس، اهتزّت منطقة سيدي حسين على وقع حادثة صادمة كشفت عنها الأبحاث الأمنية مؤخرًا. القضية تتعلق بفتاة قاصر تبلغ من العمر 17 سنة، عاشت تجربة مريرة داخل منزلها بعدما أقدم والدها، وهو رجل في العقد الخامس، على حبسها في غرفة صغيرة وتكبيلها بسلاسل حديدية طيلة سنة كاملة كاملة، دون أن يُسمح لها بمغادرتها أو ممارسة حياتها الطبيعية مثل بقية الأطفال والمراهقين.
التحقيقات أوضحت أنّ الأسباب تعود إلى خلافات عائلية متواصلة بين الأب وابنته، وهو ما جعله يتخذ قرارًا قاسيًا وغير إنساني، اعتبره "وسيلة للعقاب"، في حين أنه كان جحيمًا متواصلًا للفتاة. لكن رغم كل ما عاشته من حرمان ومعاناة، لم تفقد الأمل، وتمكنت في يوم الواقعة من الهروب بمساعدة شقيقها، الذي لعب دورًا كبيرًا في تحريرها من القيود الحديدية.
وبعد الفرار، اتجهت الفتاة مباشرة إلى مركز الأمن الوطني بسيدي حسين وهي في حالة نفسية صعبة، لتقدّم شكاية رسمية ضد والدها. الوحدات الأمنية لم تتأخر، حيث تحرّكت بسرعة كبيرة، وتمكّنت من التدخل الفوري، وحماية الفتاة وتأمينها من أي تهديد آخر. وفي نفس الوقت، تم القبض على الأب وإحالته مباشرة على الأبحاث العدلية بالجهة.
النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 أذنت بالاحتفاظ بالأب، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات من تفاصيل إضافية، مع اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية القاصر وضمان حقوقها. الاعترافات الأولية للأب أكدت بعض الملابسات، لكنه سيظل محلّ مساءلة قانونية صارمة أمام العدالة.
هذه الحادثة المؤلمة تسلّط الضوء على مخاطر العنف الأسري، وكيف يمكن أن تتحول الأسرة، وهي المفترض تكون مصدر الحماية والأمان، إلى مصدر للخوف والأذى. كما تُبرز أهمية دور المجتمع والسلطات الأمنية في كشف مثل هذه الممارسات والتدخل السريع لحماية القاصرين من أي خطر يهدد سلامتهم الجسدية أو النفسية.
وتُظهر الواقعة أيضًا الدور الحاسم لأفراد الأسرة الآخرين، مثل شقيق الفتاة، اللي كان سندًا قويًا لها وساعدها على استرجاع حريتها. وهو دليل واضح على أن التعاون بين العائلة والأجهزة الأمنية يمثل خط الدفاع الأول لحماية الأطفال والمراهقين من الانتهاكات.
في النهاية، ورغم قسوة الحادثة، إلا أن سرعة تدخل الأمن ومساندة الشقيق ساهمت في إنقاذ الفتاة وإنهاء محنتها الطويلة، ليبقى السؤال الأهم: كيف يمكن تعزيز التوعية الأسرية والمجتمعية حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي مرة أخرى؟
الفيديو;