شهدت مدينة القيروان، ومعها مختلف جهات تونس، أجواء مميّزة خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث غمرت الفرحة البيوت والشوارع، واجتمعت العائلات في أجواء روحانية ودينية خاصة. وكما جرت العادة، لم يقتصر الاحتفال على الطقوس الدينية فقط، بل امتد ليشمل العادات الاجتماعية التي يحرص عليها التونسيون في مثل هذه المناسبات، على غرار إعداد العصيدة وتبادل التهاني بين الأهل والجيران.
غير أنّ الصورة تغيّرت بعد انقضاء الاحتفالات، إذ بدت بعض الشوارع والساحات العامة في القيروان غارقة في بقايا الأطعمة والفضلات، وهو ما أثار موجة كبيرة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي. الكثير من الناشطين اعتبروا أنّ هذه المظاهر لا تليق بالمناسبة ولا تعبّر عن قيمها الدينية، التي تقوم أساسًا على الطهارة والنظافة واحترام المحيط.
وانطلقت الدعوات من مختلف الأطراف للتشديد على ضرورة تعزيز الوعي البيئي، وغرس هذه الثقافة في نفوس المواطنين وخاصة الأجيال الصاعدة، حتى تصبح المحافظة على النظافة سلوكًا طبيعيًا يرافق كل المناسبات. كما شدّد آخرون على أهمية دور البلديات والسلطات المحلية في مثل هذه المناسبات، سواء عبر توفير المزيد من الحاويات أو تكثيف حملات التوعية والمراقبة.
وفي ختام التفاعلات، أجمع كثيرون على أنّ المولد النبوي الشريف يظلّ مناسبة جامعة تُذكّر بالقيم النبيلة التي جاء بها الإسلام، وأنّ إكرام هذه المناسبة لا يكون فقط بالفرح والطعام والطقوس، بل أيضًا بالمحافظة على صورة حضارية تليق بالقيروان وبكل المدن التونسية.
الفيديو:
