في واحدة من أكبر الضربات الأمنية ضد شبكات التهريب الدولي للمخدرات، تمكّنت وحدات الحرس الوطني بالتنسيق مع الديوانة من إحباط عملية تهريب ضخمة عبر ميناء حلق الوادي بالعاصمة تونس.
العملية لم تكن عادية، بل مثّلت ثمرة عمل استخباراتي دقيق وتعاون محكم بين مختلف الأجهزة الأمنية والجمركية، وتحت إشراف مباشر من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس 1.
وخلال هذه العملية النوعية، نجحت الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات بإدارة الشؤون العدلية للحرس الوطني ببن عروس، بالتعاون مع إدارة الأبحاث الديوانية والمكتب الحدودي للديوانة بحلق الوادي الشمالي، في كشف محاولة تهريب كمية هائلة من المواد المخدرة كانت مخفية بإحكام داخل سيارة قادمة من إحدى الدول الأوروبية، على متن رحلة للشركة التونسية للملاحة.
وبعد متابعة دقيقة، تم ضبط السيارة بمدينة المهدية، ليتم حجز ما لا يقل عن 370 ألف قرص من مخدر الإكستازي و12 كيلوغرامًا من الكوكايين. كما تم العثور على مبلغ مالي ضخم يناهز 550 ألف دينار، إضافة إلى 13 سيارة ودرّاجة نارية، كانت على ما يبدو تستعمل في أنشطة مرتبطة بهذه الشبكة.
النجاح الأمني لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تم إيقاف 14 شخصًا يشتبه في تورطهم المباشر، في حين لا يزال البحث جاريًا عن 15 آخرين تم إدراجهم في التفتيش.
وبتعليمات من النيابة العمومية، تم فتح بحث تحقيقي تعهّد به قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 1، الذي أصدر بطاقات إيداع بالسجن ضد جميع الموقوفين، في انتظار مواصلة التحقيقات للكشف عن بقية الخيوط والأطراف المتورطة في هذه القضية الكبرى.
هذه العملية تعكس يقظة الأجهزة الأمنية والجمركية في مواجهة شبكات التهريب، وتؤكد أنّ تونس تواصل التصدي لمحاولات إدخال المخدرات مهما تنوّعت أساليب المهرّبين وتعقّدت طرقهم.
الفيديو: