صحيفة الثورة نيوز - بعد صدور حكم بسجنه 35 عاماً في ما يُعرف إعلامياً بقضية "أنستالينغو" و "التآمر على أمن الدولة"، خرج رئيس الحكومة الأسبق هشام المشيشي عن صمته برسالة شديدة اللهجة، اعتبر فيها أن ما يحدث في تونس هو "نتيجة انقلاب دمّر الجمهورية ومؤسساتها".
المشيشي لم يكتفِ بالدفاع عن نفسه، بل وجّه اتهامات مباشرة لرئيس الجمهورية، الذي قال عنه إنه "خان الدستور، واستولى على الحكم بالقوة، وسخّر مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء لضرب خصومه السياسيين". واعتبر أن المحاكمات الجارية، ومنها قضيته، ليست إلا "فلكلوراً سياسياً" لتصفية الحسابات.
وأكد أنه التزم الصمت والتحفّظ طوال السنوات الماضية حفاظاً على صورة الدولة، لكنه اليوم، وبعد ما وصفه بـ"الانهيار الشامل"، لم يعد ممكناً السكوت، خصوصاً أمام ما يتعرّض له مسؤولون وسياسيون ومحامون من تنكيل وظلم ممنهج.
المشيشي أشار في رسالته إلى "تفريط في السيادة الوطنية"، و"وعود شعبوية كاذبة"، و"استغلال مؤسسات الدولة في توزيع الرشاوى السياسية على شكل شركات أهلية وتعيينات بلا كفاءة"، داعياً كل القوى الديمقراطية إلى تجاوز الخلافات والاتحاد ضدّ "الانقلاب"، والدفع نحو بناء دولة قانون ومؤسسات شرعية.
واختتم رسالته بالتأكيد على أن إنقاذ تونس يبدأ من الاعتراف بأن أصل الأزمة هو "وجود سلطة فقدت شرعيتها وتواصل تدمير البلاد"، مشدّداً على ضرورة غلق هذا القوس "بكل الطرق السلمية والمدنية"، تمهيداً لمسار جديد يعيد لتونس جمهوريتها.
غير أن هذه الرسالة لم تمرّ دون ردّ، حيث خرج الناشط السياسي المقرّب من السلطة، رياض جراد، ليردّ بقوة على كلام المشيشي، قائلاً: "أنا على يقين بأنك أتفه بكثير من أن تكتب جملة واحدة مفيدة، وأنا على يقين أيضًا بأن أحدًا ما قد كتب لك تلك الأسطر."
وأضاف جراد بسخرية لاذعة:
"شكرًا يا مشيشي لأنك ذكّرت التونسيين بما اقترفته خلال جائحة كورونا، من عبث وإهمال واستهتار بأرواح الناس، بينما كنت أنت ومن حولك تقضّون الليالي في النزل، تأكلون وتشربون وتحتفلون، بينما الشعب بأسره كان يتألم ويكافح."
واستطرد بالقول:
"شكرًا لأنك ذكّرتهم بغدرك، وبتحولك من موظف إداري إلى أداة في يد منظومة الفشل التي سبقك، وبأنك قبلت لعب دور المطيع في خدمة لوبيات الفساد والتهريب والتضليل الإعلامي."
الفيديو:
Tags:
اخبار وطنية