بعد يوم دراسي كامل مليء بالجهد والمراجعة، تعود تلميذة صغيرة إلى منزلها، لكن يومها لا ينتهي هنا. فبدل أن ترتاح مثل بقية الأطفال في عمرها، تختار أن تقف إلى جانب والدها ومساندته في عمله اليومي البسيط، حيث يساعدانه معًا في جمع البلاستيك المعدّ لإعادة التدوير، حتى يتمكّنا من توفير مورد إضافي يساهم في إعالة الأسرة.
هذا الموقف الإنساني المؤثر يكشف صورة نادرة من صور التضحية والعطاء داخل العائلة. إذ لم يمنعها التعب ولا الدروس من أن تمدّ يدها لوالدها، في مشهد يجسّد القيم النبيلة التي ما زالت حاضرة في العديد من البيوت التونسية: قيمة التعاون، المشاركة، والوفاء للأسرة.
وأكد والد التلميذة أنّ ابنته دائمًا تسانده دون تردد، وأنه فخور بها وبروح المسؤولية التي تتحلّى بها منذ سن صغيرة. وأضاف أنّ مساعدتها له لا تؤثر على دراستها، بل تعلّمها الانضباط وتنظيم وقتها بين المدرسة والعمل، وهو ما ينمّي عندها روح المثابرة والإصرار على النجاح.
ومن جهتها، عبّرت التلميذة عن اعتزازها بالمساهمة في مساندة أسرتها، مؤكدة أنّها لا ترى في الأمر تضحية بقدر ما هو فخر وشرف، لأنها بذلك تردّ الجميل لوالدها الذي يسهر على راحتها.
القصة في جوهرها ليست مجرد مشهد لطفلة تساعد والدها، بل هي انعكاس لحقيقة يعيشها العديد من العائلات التونسية التي تواجه يوميًا تحديات اقتصادية صعبة. ومع ذلك، تبقى الروح الإيجابية والتضامن العائلي هما العنصران الأساسيان اللذان يمنحانهم القدرة على المواصلة والأمل في مستقبل أفضل.
إنها حكاية صغيرة بحجمها، لكنها كبيرة في معناها، تذكّرنا جميعًا أنّ التعاون لا يعرف عمرًا، وأنّ التربية على المسؤولية تبدأ من البيت. ومن بين كل الدروس التي تتعلمها هذه التلميذة في مدرستها، يبقى هذا الدرس الحياتي – درس التضامن والمساندة – هو الأهم والأعمق.
الفيديو;